مراجعة كتاب حكايات للتفكير

صورة يد تحمل لمبة



كتاب خفيف و ملائم لمن يمل من قراءة الكتب، ومثير للتساؤلات

وهو عبارة عن عدة قصة ترمز لمعاني وأفكار ترتبط  بحياة الإنسان مثل: السعادة، الموت، الخوف والغضب، الممارسات الدينية أو الطقوس المتوارثة التي لا أصل لها ولا معنى وسآتي على ذكر قصة من الكتاب للتوضيح.


من قصص الكتاب

كيف تحسب عمرك؟

ومن أبرز القصص قصة مقبرة الأطفال التي أحزنت عابر السبيل إذ وجد نفسه في حديقة غناء، ووقعت عيناه على صخرة منحوت عليها اسم آدمي وتاريخ ولادته ووفاته والمدة التي عاشها، وكانت لا تتجاوز الخمس سنوات واكتشف أنه في مقبرة بعد أن رأى عدة شواهد قبر، وما أثار حزنه أن جميع الأموات أطفال ما بين الخامسة والحادية عشر من العمر وصار يبكي ويفكر عن حجم الكارثة التي حلت بهذه القرية وأزهقت أرواح الأطفال الأبرياء.

فمر حارس المقبرة بالرجل وتوقف يسأله عن سبب بكائه وحين أخبره الرجل تبسم الحارس وأشار إلى سلسال يتدلى من عنقه فيه دفتر صغير وقال: أن إرتداء السلسال عادة متوارثة في القرية الهدف منها تسجيل كل اللحظات السعيدة التي يمر بها الإنسان ويتم الإعتماد عليها في حساب العمر فهم يقدسون السعادة ؛ لذلك يسجل الفرد منهم لحظة وقوعه بالحب ولقائه الأول وكم دقيقة استمر شعوره بالسعادة.

القصة أثارت لدي سؤال عن عمري بحسابهم؟ 

وقفز إلى ذهني مقطع من أغنية الفنان عبد الرب إدريس (الليلة لو باقي ليلة بعمري ابيه الليلة) كان يتمنى لو يختصر عمره بتلك الليلة التي سيقضيها بجوار من يحب، يبدو أنه أشد قناعة من أهل القرية :) فقد أعتبر الليلة السعيدة عمرًا، ولم يحسبها بالدقائق. 

بالواقع هكذا أُحب أن أحسب لحظاتي السعيدة بالعمر لا بالدقائق .


عادة تحولت إلى عبادة

وأما قصة الممارسات الدينية المتوارثة فكانت تتحدث عن حاخام صوفي -أحببت الوصف الذي ذكره المؤلف- يقول ( إنه رجل ورع وطيب وعفيف ونقي، وإن الرب كان يُنصت لكلماته حين يتحدث) 

كان أهل القرية يتبركون به ويقصدونه للدعاء لهم، لإن الرب يُنصت لكلماته كما قرأتم

ذات مره قصد الرجل الغابة وأشعل النيران بطريقة جميلة وبدأ يُرنم صلاة بصوت خافت، وكان الناس يتبعونه ويؤمنون على دعائه وتُقضى حاجاتهم.

مات الحاخام وكان وحده الذي يعرف الكلمات التي يترنم بها في الصلاة؛ لكن أهل القرية استمروا يجتمعون بالغابة سنويًا يشعلون النيران بذات الطريقة ويلتفون حولها بصمت ثم تقضى حاجاتهم  وبعد سنوات صاروا يتحدثون مع بعضهم

"وبمرور الوقت ومن جيل إلى آخر ضاعت الحكمة"

 بالنهاية تحولت هذه العادة إلى حكاية مكتوبة، وكل من قرأها أو سمعها ستُقضى حاجته؛ لأن الرب يحب سماع هذه الكلمات.


تقييم الكتاب:

يستحق القراءة ،وأراهن أنك لن تندم على ذلك فإن لم تجد القصص ذات معنى، ولم تخرج منها بحكمة ستستمتع حتمًا بسرد المؤلف الشيق. 


اسم الكتاب: حكايات للتفكير

المؤلف: خورخي بوكاي

 كاتب، و طبيب ومعالج نفسي من الأرجنتين)

ترجمة: أمل محمد بكري

عدد الصفحات:  228 ص

————————————
 حقوق الصورة:unsplash



إرسال تعليق

0 تعليقات

الرجوع للموضوع