10 غرائز تشوه وجهات نظرنا



 







خدعة بصرية: هل الخطين متساويين؟


هل ترى  الخط الثاني أكبر من الأول ؟

بالحقيقة الخطين متساويين، بإمكانك قياسهم.

لكن من يقنع عينيك بهذي الحقيقة؟!



يقول د. روسيلنغ

 

"يبدو العالم مخيف أكثر مما هو واقعاً،لإن ما نسمعه بشأنه قد تم إنتقائه -بواسطة مصفاة الإنتباه لديك أو من قِبل وسائلالإعلام- بالضبط لإنه مخيف"

 

 

 في ظل جائحة كورونا، أصبح العالم يعيش في خوف وترقب لأسواء الاحتمالات، ورغماً عنا اخبار إزدياد حالات كوفيد-١٩ تطاردنا وتحاصرنا.

نحتاج جرعة اطمئنان مكثفة ومنتظمة لسلامة صحتنا النفسية، لإننا نعلم أن كثير من الأمراض منشأها نفسي-حمانا الله وإياكم-

 

وضح أستاذ الصحة العالمية هانس روسلينغ في كتاب (الإلمام بالحقيقة) 10 غرائز تشوه وجهات نظرنا. وكيف نتعاطى مع الرسوم البيانية وأرقام الإحصائيات، ونحصل على معلومات واقعية لاتخضع لتأثير الغرائز العشرة.

 

شارك قصص من واقع خبرته عن أثر البيانات -الأرقام التي تتصدرالاحصائيات حول الصحة والفقر والتعليم- على نظرة الناس للعالم.

 

بدأ حينها يلقي محاضرات عن التطور المستمر الذي يعيشه العالم، وكيف ساهمت المنظمات الخيرية العالمية في تحسين مستوى الحياة في الدول الفقيرة. ولاحظ من واقع عمله ك طبيب متطوع في عدة قرى أفريقية فقيرة كيف تطورت الحياة خلال عدة سنوات.  


 

"في العام 2005، أنشأ مؤسسة (Gapminderالتي تلخصت مهمتها في محاربة الجهل المدمر من خلال نظرة عالمية تستند إلى الحقيقة" بمساعدة ابنه وزوجته.

من أبرز إنجازاتهم أسئلة الحقائق المكونة من 13  سؤال متعددة الاختيارات، خضع للإختبار أشخاص من مستويات تعليمية وثقافية مختلفة كان ضمنهم علماء.

 الأجوبة كانت صادمة10%  فقط تطابقت إجاباتهم مع الواقع.

 

يمكنك التأكد من معرفتك بأداء الإختبار على صفحة موقع Gapminder .

 

لاتقلق مهما كانت أجوبتك تحمل نظرة متشائمة حول وضع العالم، معظمنا يشترك معك في ذلك. والسبب ماذكرته بداية المقال أن طبيعة الأخبار مبالغ فيها، ومعظمنا يأخذ ماتنقله وسائل الإعلام على محمل الحقيقة الكاملة.

ايضا بالموقع قسم (شارع الدولارات) هو "طريقة لإستخدام الصور الفوتوغرافية كبيانات لشرح العالم " الغرض منه توضيح التشابه بين العوائل ذات المستوى الاجتماعي الواحد من مختلف البلدان، استمتعت بمشاهدة صور تجسد نمط الحياة لطبقات إجتماعية مختلفة، وتأكدت أن مانشاهده بالتلفاز أو مواقع التواصل لايعكس الواقع.

 

كيف تتأكد من صحة ماتقرأ وتسمع؟ 


عن طريق معرفتك بالغرائز ال10 التي تؤثر على فهمك وبالتالي تُشكل ردة فعلك تجاه المعلومات أو البيانات.

تم تعدادها في مراجعة كتاب الإلمام بالحقيقة

 

واحدة من أهم الغرائز التي تؤثر على إلمامك بالحقيقة غريزة الخوف، الوعي بتأثيرها على التفكير يساعد في إدراك أهميتها، لقد تم إستغلالها من قِبل وسائل الإعلام والشركات وخاصة تلك التي تقدم خدمة/ منتج يرتبط بصحة الإنسان مثل شركات الأدوية والتأمين.


هل سمعت عن الأوبئة التي يتم تخليقها بواسطة مافيا الأدوية ؟! 

هل سمعت عن جرائم القتل التي يدبرها أحد أقرباء الضحية طمعاً بمبلغ التأمين على الحياة؟! 

هل تشعر بالخوف بعد معرفة ذلك؟!

 

كما ترى مشاعر الخوف تُثار بسرعه، لإرتباطها بغريزة البقاء. نحن نتجنب كل مايهدد بقاءنا ونبالغ بالحذر -غالباً-

أتابع عدة حسابات تهتم بعلم الطاقة، هذا العلم إن صح تسميته بذلك يثير فضولي. يعتقدون أن هذا العام تغلُب عليه طاقة الخوف تزامن مع ظهور الوباء.

وهذي حقيقة، معظم الأشخاص عاينوا شعور الخوف خلال هذا العام لعدة أسباب -خاصة أيام الحجر المنزلي-

والآن بعد أن عادة الحياة لطبيعتها -نوعاً ما- نشرت وسائل الإعلام خبر عن قدوم موجة جديدة من كوفيد١٩ أقوى من السابقة وكأن عام2020  يأبى أن يودعنا بسلام :( 

 

لذلك رغِبت في الكتابة عن كتاب الإلمام بالحقيقة، وجدت فيه سلاح معرفي مناسب لمواجهة المعلومات المتلاحقة والمتضاربة حول كورونا.

 لانعلم من الأصدق الأطباء ونصائحهم الوقائية التي تعدنا بالسيطرة على الفايروس، أم الأخبار التي تؤكد أن لاشيء مضمون للوقاية والحالات في إزدياد؟!

 

سآروي لكم قصة من الكتاب عن أثر الخوف وكيف يقودنا لإتخاذ قرارات أشد خطورة مما نخاف منه.

يقول الدكتور روسلينغ، أثناء عمله على مكافحة وباء غريب منتشر في قرية افريقية، ارتفع عدد الحالات بشكل مفاجئ مما أفزع مسوؤل القسم في القرية يقول روسلينغ اقترحت عليه أن يفرض الحظر ويمنع الدخول والخروج من المنطقة، وفوراً تم التنفيذ. استيقظ السكان لممارسة نشاطهم وتوجه النساء والأطفال لنقطة التجمع في إنتظار الباص الذي ينقلهم إلى سوق المدينة، وعند معرفتهم بالخبر توجهوا إلى الشاطيء ليعبروا البحر بإتجاه المدينة بقوارب الصيد المتهالكة مما أدى إلى غرقهم وموتهم.

لم يكن ليحصل ذلك لولا قرار الحظر الذي أصدره المسوؤل تحت تأثير الخوف دون حِساب المخاطر.


إذاً علينا الحذر من عواقب الخوف وعدم إتخاذ أي قرار إلى حين زواله، لإنه يمنع العقل من التفكير بوضوح ويقود إلى إتخاذ قرار (مُلِح).

مما يؤدي إلى كوارث مثل موت الأهالي غرقاً في القرية الافريقية نتيجة قرار الحظر الغير مدروس. 

 
اخيراً..


·      تسلح بالمعرفة (لا يوجد مصدر للحماية مالم يكن بالمعرفة)

·      لا تستسلم للخوف لإنه يؤثر على صحتك

·       لا تشارك في نشر الأخبار المزعجة



كل مانحتاجه الآن جرعة اطمئنان لنتجاوز هذي الأزمة بأمان.




إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. أتفق مع وجهة نظر المؤلف تماماً ولا بد لهذا الكتاب أن ينتشر ليعم العالم، فالجميع يحتاج جرعة اطمئنان.
    شكرا لك أ. سلوى انا مبسوط غايه الانبساط بما تقدمينه من محتوي

    ردحذف
    الردود
    1. اهلاً عبدالله
      فعلاً الكتاب مهم لكل من يسعى للمعرفة الحقيقة
      شكراً لتفاعلك 🌹

      حذف

الرجوع للموضوع