من هو ال life coach ؟

 

Life coach

ظهر بالسنوات الأخيرة في عالمنا العربي أشخاص يقدمون خدمات استشارية، تتمثل في وضع خطة لإدارة جوانب مختلفة من الحياة؛ مثل الجانب الشخصي، أو العملي، أو الاجتماعي، مع المساعدة في تنفيذ هذه الخطة.


المسمى الوظيفي لهؤلاء الأشخاص LIFE COACH والترجمة العربية مدرب تنمية بشرية، هذه الخدمة مستوردة من المجتمع  الغربي، ويخلط الناس غالباً بين مهام مدرب التنمية والاخصائي النفسي؛ الأول مهمته الإرشاد والمساعدة في مختلف جوانب الحياة المستقبلية، أما الآخر فمهمته معالجة المشاكل النفسية وتحليل الماضي للوصول إلى أصل المشكلة. 


متى ظهرت مهنة مدرب الحياة؟

 

لم أجد تاريخ محدد؛ لكن هناك عدة قصص وردت  في تواريخ الأديان حول المعلم الروحي أو المرشد؛ منها قصة معلم النبي موسى عليه السلام؛ والذي اشتهر في الموروث بأسم "الخضر".

وبحسب ماذكر بالقرآن الكريم أن النبي موسى تحمل عناء رحلة سفر شاقة بحثاً عن "المُعلم". ليبدأ رحلته بسلسلة من المواقف الغريبة، التي تحمل دروس عملية.

لذلك ارتبطت مهمة المعلم بالإرشاد الروحي، واقتصر وجوده على مدارس العلوم الدينية وخاصة المدرسة الصوفية؛ فمن أراد أن يسلك طريق التصوف لا بد له من مُرشد، أسوةً بجلال الدين الرومي ومعلمه شمس التبريزي.


بعدها اشتهرت مهنة مدرب الحياة، في عصر الدولة الإسلامية، وشاعت تحت مسمى "مهذب الصبيان" كان يتولى تعليم وتأديب أطفال علية القوم لصقل شخصياتهم وتنمية المهارات الملائمة؛ التي تضمن لهم المحافظة على مستواهم الاجتماعي، من بداية سن المدرسة إلى النضج؛ ليتحول بعد ذلك دور المعلم من التهذيب  إلى الاستشارة.


في العصر الحديث عاد مدرب الحياة -أواخر القرن الماضي تقريباً-  بحُلة ولقب ومهام جديدة، وبدأ في مجالات تطوير القيادة والأشخاص في المناصب الإدارية في الشركات الكبرى لتحقيق أرباح ونتائج في الشركات، وانتقل تدريجياً للحياة العامة، وأصبح متاح للجميع بعد أن كان حكراً على فئات محددة في المجتمع؛ إذ اكتفى عامة الناس بأساليب التربية العشوائية، التي تحول الأبناء لنسخ مكررة من الآباء، وتضعهم في قالب اجتماعي يؤطر دورهم بالحياة.


ما الذي أعاد ظهور مهنة ال coach؟


ربما لسد الفجوة بين نمط الحياة المتغير وأساليب التربية الثابتة؛ يُفترض أن المدرب يسد هذه الفجوة بنصائح عمليّة مُستمدة من خبرة في الأنماط الشخصية بحيث يقُدم نصائح تلائم طبيعة الفرد.


خلال البحث وجمع المعلومات لكتابة هذا المقال، عثرت على حسابات coach life في موقع تقديم الخدمات المصغرة خمسات؛ دفعني الفضول لطلب خدمة استشارة مقابل 5 دولارات مدة الجلسة نصف ساعة، بالبداية ظهرت لي رسالة تطلب مني تحديد جوانب الخلل في حياتي؛ بناء على الجواب تبدأ المدربة بطرح الأسئلة، لتحديد المشكلة وتحليلها ثم تقديم عدة حلول.


كانت جلسة لطيفة -مبدئياً- من النادر أن يجد الإنسان  شخص ينصت له دون مقاطعة، لايُصدر أحكام، ويقترح نصائح دون وصاية؛ أحببت التجربة وأفكر أن أكررها بشكل دوري، المرة القادمة ستكون جلسة فضفضة فقط، لن أهدر دولاراتي على نصائح يُثرثر بها جميع مدربين التنمية.


بغض النظر عن كل مايُثار حول مهنة الكوتش لايف؛ مثل كثرة المحتالين فيها، نظراً لتجاوز الكثير من المدربين على مهام الإخصائي النفسي. إلا أنها تظل الخيار الأمثل لمن يريد التفكير بصوت عالي، أو يتوق للفضفضة والترويح عن نفسه.


نعم الجميع يحتاج للفضفضة؛ ولكن الأغلبية يخافون من عواقب فلتات اللسان أثناء الاسترسال في الكلام، لذلك يلجأ كثير من الأشخاص للثرثرة مع الغرباء في المواصلات العامة، وصالات الانتظار، والأشد تحفُظا يختبؤن خلف اسم مستعار في حسابات التواصل لنفس الغرض.


أما الأن وبعد أن تعرفت على من يقدم لك خدمة الإنصات هل ستدفع مقابل دقائق فضفضة، أم ستستمر في تسول أوقات الأصدقاء وغيرهم؟!





إرسال تعليق

0 تعليقات

الرجوع للموضوع